خادمة في المنزل وسائق في القبو .. أين الفرق ؟

[Aishah AL-farhah]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قيل في موضوع مطروح في الساحة : أن أكثر النساء ممن يتعاملن مع الخادمات لسن في حاجة حقيقية للخادمة ، وأقول : أن أغلب الرجال الذين يتعاملون مع السائقين أيضا ليسوا في حاجة حقيقة للسائق


دعونا بمعيتكم نمحصّ الآراء والأقوال

لنفترض أن امرأة ترعى 5 أبناء وبنات ، تستيقظ معهم منذ بزوغ الفجر ، تحضر لهم الفطور وتحضرهم هم لينطلقوا إلى مدارسهم ، ثم تتفرغ لأعمال المنزل ( كنس ، غسل للملابس والأواني ، كيّ للملابس ، تنظيف عام لغرف المنزل ، غسل للحمامات -أكرم الله القارئين- ، وأعمال المطبخ التي لاتنقضي منذ الفجر حتى ينام أفراد العائلة في منتصف الليل ) هذه الأعمال على سبيل المثال لاعلى سبيل الحصر ، ثم يأتي وقت الغداء ، واستقبال الأبناء من المدارس ، ويبدأ فصل جديد من العمل المنزلي ، وأهم مافيه متابعة الأبناء فيما يتختص بالدراسة ، وهكذا هي المرأة بين شد وجذب طوال اليوم
لاحظوا أني أغفلت ماتقوم به لأجل الزوج من استعداد لاستقاباله ، ومجالسة له ، ومحاولة تهيئة الجو المريح له وقت نومه وغير ذلك .....

وربما تكون هذه الأم امرأة عاملة ، ومع ذلك وإن هي استعانت بخادمة ، لاتتملص من مسؤلياتها الجمّة تجاه زوجها وابناءها

لن أتحدث عن الرجل وعما ينجزه منذ أن يستيقظ إلى أن يخلد إلى النوم ، حتى لا أظلمه ، رغم أني أراه مرفها مخدوما ، ومع ذلك يستعين بسائق في كثير من العوائل

وسأذكر هذه العبارة التي قالها أحد إخوتي عندما سافرنا ذات يوم للجنوب ، وبقي هو ووالدي وأخوين لي ، ولأنه الأصغر كان يكلف بجلّ الأعمال المنزلية ، فعندما عدنا من السفر قال لي : أعمال المنزل جدا جدا متعبة الحمدلله أني لست بنتا

محور الحوار ، لماذا الرجل لايقدّر ماتقوم به المرأة ، ولا يعترف بكل الأعباء التي تقع على عاتقها ، ويتملص هو من مسألة التربية ويجعلها مسؤولية المرأة فقط ، ولا يشكرها على عظيم جهدها ، بحجة أنه الرجل الذي يتعب ويشقى أكثر لتوفير لقمة العيش والمأوى الكريم ، وهو غالبا لايتعب خاصة في الوظائف المكتبية ، كل مايفعله الجلوس وتبادل الأوراق ، ثم يعود للمنزل ويبدأ بتوشيح زوجته بموشح الأوامر والانتقادات التي لاتنتهي

أعلم أني لم أكن موضوعية حياديّة كما ينبغي ، وتحيّزت للمرأة ، ولكني انحزت للمظلوم من وجهة نظري ، لأجعل كفتيّ الميزان متكافأتين نوعا ما ..