من راقب الناس مات هما

[dr_m]

أخي الكريم ...... أختي الحبيبة :

إن شئت أن تحيا سليماً مـن الأذى ودينك موفـور وعرضـك صيـن

لسانك لا تذكر بـه عـورة امـرئ فكلـك عـورات وللنـاس ألسـن

وعينـك إن أبـدت إليـك معاينـا فدعها وقل: يا عين للنـاس أعيـن

وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى وفارق ولكن بالتـي هـي أحسـن

روى ابن جرير في تفسيره عن قتادة في قوله تعالى : ( بل الإنسان على نفسه بصيرة )

قال : إذا شئت والله رأيته بصيراً بعيوب الناس وذنوبهم ، غافلاً عن ذنوبه .

ومن كان كذلك فقد تمّت خسارته ، كما قال بكر بن عبدا لله : إذا رأيتم الرجل موكلاً بعيوب الناس ، ناسيا لعيبه ، فاعلموا أنه قد مُـكِـرَ بِهِ .

وكم هو قبيح أن ينسى الإنسان عيوب نفسه ، وينظر في عيوب إخوانه بمنظار مُـكـبِّـر.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يبصر أحدكم القـذاة في عين أخيه وينسى الجذل أو

الجذع في عين نفسه . قال أبو عبيد : الجـذل الخشبـة العالية الكبيرة . رواه البخاري

وقديماً قيل :

أرى كل إنسان يرى عيب غيره ويعمى عن العيب الذي هو فيه

وما خير من تخفى عليه عيوبه ويبدو له العيب الـذي لأخيـه

لذلك اعتني بنفسك أولاً وأخيراً

سأروي لكم في موضوع اليوم قصة قصيرة علنا نتخذ منها عبرة ونبتعد عن عيوب الآخرين

نظرت الزوجة من بلكونة منزلها القريب من ملبوسات الأميرة الصغيرة عبر نظاراتها فوجدت الفساتين النسائية الجميلة

وقالت لزوجها إن هذه الموديلات جميلة ولكن واجهة المحل متسخة حتى الفساتين مغبرة جداً

وفي اليوم الثاني كذلك الأمر

وتكررت معها الحادثة كلما طلت من البلكونه

وقررت في اليوم التالي أن تذهب إلى صاحب محل الملبوسات وتخبره بأن ينظف واجهة محله

استيقظت بالصباح وقررت الذهاب ولكن قبل ان تذهب نظرت من بلكونتها ورأت أن المحل واجهته كأنها بريق الألماس

فنادت زوجها وأخبرته بأن صاحب المحل نظف الواجهة أخيرا

فضحك الزوج وقال لها لقد استيقظت مبكرا” ونظفت لك عدسات نظارتك يا عزيزتي

هذه هي قصتي علها ان تكون وصلتكم الفكرة أعزائي

لذا يجب علينا إصلاح عيوبنا قبل إصلاح عيوب الآخرين

وأذكركم أخيرا بقول الإمام الشافعي رحمه الله ورضي عنه :

نعيب زماننا والعيب فينـا وما لزماننا عيب سوانـا

ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ولو نطق الزمان لنا هجانا

وليس الذئب يأكل لحم ذئب ونأكل بعضنا بعضاً عيانـا

منقول