قلوب قاسيه

waleed287291 · #1 25-02-2012, 11:34 AM

كثيرة هي الظروف التي تحيط بالانسان او التي تكون من الانسان نفسه او ممن حوله... ظروف تقعده... تشله... ظروف تعجزه وترهقه وتبعده عن الناس... ...اشكال الظروف كثيرة واكثرها ايلاما للنفس ظروف المرض... كم من علل... واشكال مرض واسقام... تقتحم كيان جسد الانسان ليسقط معها عليلا ضعيفا. كم من بشر اصحاء الابدان والعافية..فجأة تسمع بخبر مرضهم..وغيبوبة هم فيها لحادث او طارئ!! ... امراض كثيرة تصيب الاعضاء ويوم عن يوم تدخل مصطلحات واسماء لامراض عافانا الله واياكم منها..وامراض تصيب الارواح تحزنها..وتتألم الروح منها... وامراض تصيب القلوب وما يكون بهذه القلوب!... كم من اجساد قوية... صحيحة سليمة واثقة الخطى صحيحة البنية ولكنها مريضة ضعيفة... بمرض القلوب... وما في القلب من امراض وادران.... من امراض قلوب تفتك

باصحابها.... ... القلب، اصل الانسان... وجوهر الانسان... واصل خلق الانسان وتعامل الانسان، واصل نور الانسان في سيره وحياته... واصل صحة واعتلال جسد الانسان. فهذا الجزء الصغير... المضغة... ان صلح صلح الجسد كله وان فسد فسد الجسد كله...هذا القلب منه يطلع الله سبحانه وتعالى عليك من خلاله. شجاعة وجرأة، حزم وجبن، تواضع وغرور، حسن ظن وسوء ظن وامراض كثيرة... حقد... حسد بغض وغيرها من امراض قلوب. ... فالشجاعة من القلب، وهي ثباته واستقراره عند المخاوف وشجاعة القلب تتولد من الصبر وحسن الظن. ... وهناك الجبن. وهو ينشأ من سوء الظن وعدم الصبر ووسوسة النفس بالسوء...، وكما الشجاعة تتولد من القلب... بحسن ظنه وصبره... فالجبن يتولد من الرئة... فاذا اساء وساءت النفس بالوسواس انتفخت الرئة فزاحمت القلب من مكانه وضيقت عليه حتى ازعجته ليصاب القلب بالاضطراب لازعاج الرئة له وتضييقها عليه. الشجاعة، حرارة القلب وغضبه وقيامه وانتصابه وثباته، فاذا رأته الاعضاء كذلك... اعانته... وخدمته فهي جنود للقلب، كما انه اذا ولى ولت سائر جنوده. القلوب ثلاثة: قلب قاس غليظ... كاليد اليابسة وهو لا ينفعل كالحجر...

وقلب مائع... رقيق جدا... وهو كالماء... وكلا القلبين ناقص... واصح القلوب... القلب الرقيق، الصافي الصلب، فهو يرى الحق من الباطل بصفائه ونقائه ويؤثره بحرقته ويحفظه ويحارب عدوه بصلابته. القلوب آنية الله في ارضه، فاحبها الى الله ارقها واصلبها واصفاها، وهذا القلب الزجاجي، فالزجاجة جمعت الاوصاف الثلاثة. وابغض القلوب الى الله، القلب القاسي، قال تعالى: (فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله...) وقال تعالى: (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة او اشد قسوة) قال تعالى: (ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم...) ... فالقلبان منحرفان عن الاعتدال... الاول بمرضه... والثاني بقسوته وما يلقيه الشيطان فتنة لاصحاب هذين القلبين. آخر جرة قلم: الله عز وجل... لا يطلع على صورنا واشكالنا. ووسامتنا.. وهيئتنا ولا يطلع على أمور حولنا... وانما يطلع على سرائرنا وقلوبنا... وما تحمله هذه القلوب من حسن ظن وخلق وطيبة. وصدق.. وما تحمله هذه القلوب من امراض وقسوة واتباع شهوة وهوى نفس لتعيش ضلالا وضياعا... ... كم من قلوب ران عليها...

وصدئت.. وفتحت منافذها لتلعب بها الرياح.. ليزورها أبليس وليلعب بها شياطين الانس والجن وتحركها كيفما تشاء بهوى نفس وهواء أجواء!!... ... كم من قلوب رقيقة... رحيمة... موصولة بالخالق سبحانه في صمتها وفكرها في تعاملها وخلقها قلوب بالفعل لا يعلم ما بها من رقة وطيبة وحسن ظن الا الله سبحانه... .... لننظر لقلوبنا ونجلوها بذكر الله... لنراقب قلوبنا ونرويها بالذكر والتسبيح وحسن الظن حتى لا تصاب بقسوة وتكون كالحجارة لنحمل معها اثقالا واحمالا بقسوة حجارة قلوبنا وحدة طباعنا ونفور الخلق من حولنا... لتكن قلوبنا مرآة صافية تبدو منها صورالحقائق لنرى خلالها بنور الرحمن.لتكن قلوبنا قلوب محبة ومملؤة بمعاني الحب والرقي.. لنستحي أن يطلع الخالق سبحانه.. على هذه القلوب بما فيها من أمراض وخبث... لنعالجها ونلامسها قبل ان تصدأ ولا نجد ما يجلوها!!.

منقول