كَيفَ تَتَحَكَم في مُسْتَقبَلُكَـ ( الذِهني ، العَاطِفي ، الجسمَاني ، المَالي )

[* تركي *]

أَهدَافُكـَ .. تَحمِلُكـ إلى مَا وَرَاء الحَوَاجِز التي تَعتَرِضُ طَريقُكَ وَ إلى عَالَمٌ مِنْ القُدراتِ اللاَ مَحدودة


حين نُحَدِد لأنفُسِنَا أَهدَافاَ كَبيرةً فَقَد تَبدو مُستَحيلةَ التَحْقيق .. غَيرَ أَن المُفتَاح الأكَثَر أَهَمية لِـ تَحديد الأهداف هو أَن تَجِد هَدَفاَ كَبيراَ بِما فيهِ الكِفَاية بِحَيثُ يَكونْ مَصْدَر إِلهامٌ لَكـَ وَ بِحَيثُ يَدْفَعُكَـ لإطلاَقِ العَنَان لِكُلِ قواك .

* قـصة *

لست أنسى قصة فتى صغير ولد في بيئة فقيرة في قطاع مهمل في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية .. وكيف أن أهدافه بدت مستحيلة في نظر الجميع باستثنائه هو . كان هذا الفتى منم المعجبين بلاعب كرة القدم الأسطورة جيم براون الذي كان يلعب في فريق كليفلاند براونز .. وعلى الرغم من أن ذلك الفتى كان مصاباَ بالكساح نتيجة لسوء التغذية وأن ساقيه أصبحتا مقوستين منذ أن كان في السادسه من عمره كما أن عضلات ساقيه كانت ضامرة .. فقد وضع لنفسه في أحد الأيام هدفاَ بأن يصبح نجماَ في كرة القدم مثل البطل الذي كان معجباَ فيه . لم يكن يملك المال لحضور المباريات الرياضية لكرة القدم . ولذا فإنه كان يحرص في كل مرة يلعب فيها براونز على الانتظار خارج الاستاد الرياضي إلى أن يفتح العاملون في الصيانة بوابة الملعب في الربع الأخير من المباراة . وحينذاك كان يعرج داخلاَ الاستاد الرياضي لكي يتشرب ما بقي من المباراة .

وفي النهاية . وحين بلغ من العمر ثلاثة عشر عاما قُدر للفتى أن يلتقي بمن كان يحلم به طيلة حياته . إذ دخل حانوت لبيع " الايس كريم " بعد مباراة لفريق براونز . ليرى هناك مثله الأعلى الذي يكن له كل ذلك الاعجاب منذ طفولته الأولى . اقترب من نجم كرة القدم ودار بينهم الحوار التالي .
قال الفتى : "إنني من أشد المعجبين بك يا سيد براونز" ، شكره براون بكل احترام ، ولكن الفتى تابع بإصرار قائلاَ : " هل تدري يا سيد براون ؟ " فالتفت له ثانية وهو يقول: " ماذا هناك يا بني ؟ " قال الفتى: أعرف كل رقم قياسي حددته ، وكل ضربة سددتها " . ابتسم جيم براون وقال: "هذا عظيم" . تابع الفتى بإصرار وهو يحدق في عيني بطل كرة القدم بانفعال وحب لم يخفيا على براون ، وقال: " هل تدري يا سيد براون ، سأحطم في يوم من الأيام كل الأرقام القياسية التي سجلتها ! " ابتسم ذلك اللاعب الأسطورة " وقال: " هذا عظيم يابني ! ما اسمك ؟ " ابتسم الفتى ابتسامة غمرت وجهه وقال : " أورينتال جيمس " .

كسر جيمس بالفعل كل الأرقام القياسية التي كان قد سجلها جيم براون من قبل ، بل وسجل أرقاماَ قياسية جديدة ! . كيف يمكن للأهداف أن تخلق هذه القوة التي لا تصدق والتي من شأنها أن تشكل مصيرك ؟ كيف يمكن لها أن تحمل فتى صغيراَ مصاباَ بالكساح وتسمح له بأن يصبح أسطورة . إن تحديد الأهداف هو الخطوة الأولى لتحويل غير المرئي إلى مرئي ، وهذا سر كل نجاح .

هل تبتدع أنت قطعة فنية لها قيمتها أم تفهم الحياة من خلال رسوم الاخرين ؟ . وهل تستخدم كشتبان الخياطة لتجمع به تجارب حياتك أم تستخدم برميلاَ كبير الحجم لجمع مياه المطر ؟ الأجوبة على هذه الأسئلة وفرتها لك الأهداف التي تسعى لها باستمرار ..


نقلت لكم هذه الجزئية البسيطة من كتاب قرأته وأعجبني
( أيقظ قواك الخفية ) " أنتوني روبنز "