::: حينما جعلت صديقي يبكي دماً::

ابو زياد الهذلي · #1 17-02-2009, 01:36 PM

حينما جعلت صديقي يبكي دماً

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الساعه الخامسه عصرا قبل اثنا عشر عاما حين ارت ان اعمل اتصالاً هاتفياً لم يكن الجوال في ذلك الوقت قد انتشر بين الطبقه الكادحه امثالي انطلقلت الي كبينه الهاتف العمومي لاجرى اتصال بصديقي الذي سارمز له في هذه القصه بـ( ابو فتون ) والذي كنت اسكن انا واياه في شقه عزوبيه بمدينه الدمام . انا الو ابو فتون ؟ ابو فتون هلا ابو زياد اخبارك . انا : بخير انا ساتي الي الشقه هل تريد ان اتي لك بشي ؟ابو فتون لا شكراً . و يتلعثم بالكلام . انا ماذا بك ابو فتون فيه شي ؟ ابو فتون لا ووولاكن هل تستطيع ان تتاخر حتى بعد المغرب ؟ انا ولماذا ما المشكله . ابو فتون لاشي بس .بس ابقلك شي ابو زياد انا لم اتعود ان اخفي عنك شي لاكنني اخشى ان تزعل مني .انا لا ابداً نحن اصدقاء من زمن بعيد وبيننا الكثير قول ولا تخاف فانت تعرف مدى معزتك عندي. ابو فتون في الحقيقه عندي صيده جابها الله . انا كيف؟ صيده حمامه يعني ( مسكين على نياتي )
ابو فتون ههههههههههه والله انها حمامه صدق بس مو زي ماتقول . انا ابوفتون لاتجنني قلي وش عندك تراني واقف اكلمك من الشارع وورايه طابور بنقاله خنزوني بريحه الزيوت . ( ماكني رديتها بالعاميه ههههه)ابو فتون طيب بس اوعدني ماتزعل مني .انا اوعدك وش عندك . ابو فتون عندي صيده وحده يعني . انا افا يابو فتون مخبرك حق هالحركات !!!
ابو فتون انت وعدتني ماتزعل مني تبي تشاركني تعال الله يحييك ولا صرف عمرك الي بعد المغرب ودق قبل ان تاتي
انا طيب خير ان شاء الله وضعت سماعه التلفون وانا في ذهول معقوله ابو فتون الرجل التقي الذي طالما نصحني وارشدني يحصل منه هذا الشي لا مستحيل يبدو ان الدنيا ماعاد فيها خير اخذت اقلب الامور غير مصدق بما سمعت واذا بالمؤذن يقطع علي افكاري و يرفع الاذان الله اكبر لصلاه المغرب ذهبت وتواضات وجلست بالصف الامامي وانا لايفارق مخيلتي مادار بيني وبين ابو فتون واخذت اطرح الاسئله على نفسي هل من المعقول ان يحدث هذا من صديق العمر ورفيق الدرب وشريكي في شقه العزوبيه و لم اجد اجابه شافيه قام المؤذن سامحه الله بقطع حبل افكاري مره اخري بالاقامه ثم صليت المغرب مع الجماعه وانطلقت الي الشقه بخطوات الحيران التائه حتى وصلت الي الباب وقبل ان امد يدي لااقرعه واذابي اسمع الضحكات و همسات يملاْها الحب فالجمت يدي عن قرع الباب وعدت ادراجي يملئني الاسي والحسره وانا اقول ياخساره فعلا كان ماقاله حقيقيا لقد سمعت باذني ماكان يدور في تللك الشقه ولم يعد عندي ادنى شك بما يحدث قلت في نفسي ماذا تصنع يابو زياد هل اخبر الشرطه ام الهيئه؟ هل اشي باعز اصدقائي ام اتجاهل الامر واسكت على جريمه اعدها الله سبحانه وتعالى من الكبائر قد اكون شريكاً فيها بسكوتي وعدم انكاري عليه يالها من حيره ويالها من ماْساه اخذت ادعي ربي ان يلهمني يارب اسالك ان تخرجني مما انا فيه من الحيره وان تلهمني درب الرشاد . وان تفرق بيني وبين صديقي بالحق اخذت افكر من جديد وادعوا الله حتى بدا لي امر و قررت ان اعود الى الشقه واطرد تلك البغيه وانهال على صديقي بالسب والشتم فان سكت وابدى الندم وتاب تركته وشانه عسى ان يصلحه الله وان ابدى مقاومه واصر على ماهو عليه من الذنب اكون قد ابرات نفسي من حق الاخوه والصداقه وحينها فقط ابلغ الشرطه غير اسف عليه ولا على صداقته كان هذا ما مدني به عقلي في تلك اللحظات العصيبه ثم توجت الي الشقه بخطوات سريعه يدفعني الغضب والحمق على ذلك الصديق وحين وصلت الى الشقه لم اجد تلك البغي لقد رحلت ولم يبغى سوى صديقي واقف بالباب نظرت اليه وكاد الدمع ان ينهمر من عيني لولا اني تماسكت لاني كنت ارى بانه لا يستحق ان تسيل لاجله دمعتي ولا ان تبكي لاجله عيني قلت له بصوت مشحوب هل انتهيت من فعلتك هل فرغت من ارتكاب جريمتك انت لست برجل واخذت اكيل له السب والشتم وهو ينظر الي ثم يطا طىء راسه ولم يتلفظ بكلمه واحده دفعته بيدي وازحته عن طريقي ثم دخلت الي الشقه وقلت له هذا اليوم سيكون اخر يوم في صداقتنا وانا سوف اجمع اغراضي وارحل ليتسنى لك مواعده العشيقات واقامه الليالي الحمراء دون ان انغص عليك و جمعت اغراضي بسرعه وازفت على الرحيل واذا بصديقي ابو فتون يقف امامي مغلق الباب ثم قال ابو زياد لن ترحل قلت ابتعد عني طريقي قال لا لن ابتعد قلت لم نعد اصدقاء لقد غيرت طريقك واستحوذ عليك الشيطان فانت صديقه المخلص قال ابو زياد لن اعود الي تلك الفعله اقسم لك ارجوك سامحني ان ذهبت ستتركني فريسه لشيطان من ينصحني من ينبهني الي اخطائي من يكون لي عوناً وسنداً بعد الله ثم اخذ الحقيبه من يدي وارجعها الي مكانها قلت كيف لي ان اصدقك وان اتاكد من توبتك
قال هات المصحف وانا اقسم لك عليه قلت اخبرني عن تلك البغي كيف عرفتها قال هي شغاله في البيت الذي يلي العماره التي نسكنها قلت كمان شغاله ابلغ منك الامر الى هذا الحد من ان تعصي الله سبحانه مع شغاله قال ابو زياد لاتكثر اللوم فان قلبي يتفطر واعاهدك بالله الا اعود . . توقفنا عند هذا الحد وعادت المياه الى مجاريها وفي يوم من الايام وبينما كنت ابحث عن شي داخل دولاب الملابس وجدت دليلا على ان تلك البغي دخلت الشقه مره اخرى وان صاحبي قد نقض العهد ولم يفى بالوعد غضبت غضباً شديدا حين عرفت ان صديقي كان يكذب على وان اعلان توبته لم يكن صادقاً بها وانه خدعني بتلك الدموع الكذابه التي ذرفها امامي ليبرهن لي على اقلاعه عن ذلك المنكر . قلت في نفسي اقسم بالله لالقننك يا ابا فتون درساً لاتنساه طيله حياتك ثم جمعت كيدي واخذت افكر بمكيده فخطرت لي فكره يعجز ان ياتي بها ابليس نفسه
كان صاحبي ابو فتون لايملك سياره وكنا نذهب الي عملنا بسيارتي سويه ونعود كذلك لانفترق الا نادرا وفي يوم من الايام هربت خلسه من العمل لادبر مكيدتي ولا نجز خطتي فتوجهت الي بقاله واشتريت عدد من ظروف الرسايل وبعض الاوراق وقلم احمر ناشف (ههههههه حرام اكتب له بقلم سايل ) ثم كتبت رساله باللغه الانجليزيه تحمل هذه الجمله( I'm sorry you are pregnant ads) وترجمتها انا اسف انت تحمل فيروس الايدز وقمت بوضع الرساله داخل ظرف وادخال الظرف من تحت الباب
ثم عدت ادراجي دون ان يعرف صديقي بما دبرت له
وفي اليوم التالي عدنا من العمل الي البيت وانا اسير خلفه عمدا ليكون هو اول من يفتح باب الشقه ويرى تلك الرساله وعندما فتح الباب ودخل ولاحظ وجود الرساله فاخذها وانا اراقبه وكاني لااعلم بشي ثم قرائها ونظر الي وقد تغيرت ملامح وجهه واسود وبدى عليه الدهشه ثم اخذ بتمزيق الرساله ويداه ترتعشان ووضعها في سله القمامه وانا كاني لم الاحض ذلك ثم وقع جاثيا على ركبتيه حينها قلت له مابك؟ ونظرت الي وجهه واذا به يتصبب عرقا وهو يبكي وينحب وقد اختلط العرق بالدموع حتى صار كان احداً سكب عليه قدحا من الماء قال بصوت لا يكاد يفهم من البكاء لقد فعلتها بي قلت من؟ قال الشقاله العينه ثم اخذ يتصرف بهستيريه شديده وامسك بسله القمامه يبحث عن تللك الورقه التي مزقها والقاها فيها قبل قليل واستخرج الورقه واخذ يجمع اشتاتها ليتمكن من قرائتها مره اخري وهو في حاله مزريه يصعب على المرء وصفها قلت له ابو فتون اهداء وقلي مالامر ؟ قال انظر ماذا كتبت لي تقول انت مصاب بالايدز انظر اقراء بنفسك اخذت قطع الورقه ثم قلت نعم مكتوب اسف انت مصاب بالايدز وما ان اكملت ذلك حتى اخذ بالصياح والنحيب حتى خفت ان يسمعنا من حولنا وهو يقول ياليتني لم افعل مافعلت ياليتني سمعت كلامك ونصيحتك ياليتني ماكذبت عليك ولا نقضت عهد الله الي بيني وبينك ثم انهار وسقط على الارض شبه مغشيا عليه فاقتربت منه لكي اساعده واحظرت له كاسا من الماء البارد قال ابتعد عني المرض معدي لاتقترب مني انا موبوء قلت لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا ثم اخذت اخفف عنه و قلت ما العمل الان وقد صار ماصار قال انا احس بالموت يدبي في جسدي قلت وحد الله يارجل الموت حق قال ادري انه حق ولاكني اتمني قتل تلك الفاجره قبل ان اموت اريد ان انتقم منها اريدان اثاْرلنفسي . واخذ يندب حظه ويقول ماذا يقول عني اهلي وجماعتي وخطيبتي التي بقي على زواجنا شهرين فقط يقول ذلك ويعود الى البكاء ومرت لحظات لاكنها كانت شديده وقاسيه على ابو فتون
حين رايت ان الامر بلغ منه مبلغاً وان الندم قد تمكن منه وتاكدت بانه اخذ درسا لن ينساه ماحيي قلت له اسمع ابو فتون قال نعم قلت ماذا لو كان كل ذلك غير صحيح ماذا لو كنت انا من دبر كل ذلك قال لي مستحيل لايمكن قلت اقسم بالله اني من دبر ذلك قال كيف ولماذا قلت انا من وضع تلك الورقه في الضرف وادخلتها من تحت الباب وكل ماحدث هو من فعلي قال لماذا لقد كدت ان اموت لقد انهارت قواى امامك الم تخاف الله فيني قلت وانت الم تخاف الله حين عصيته الم تخاف الله حين عاهدتني ثم عدت الي ما تبت عنه الم تنقض العهد وتستغفلني قال لااصدق هات لي دليل ولو واحد قلت اذهب الي السياره وافتح الدرج ستجد بقيه الضروف من نفس نوع هذا الضرف وستجد القلم والاوراق فقام وفتح الباب وذهب مسرعا وعاد ومعه كل شي قلت هل تاكدت الان قال نعم قلت هل فهمت الدرس قال نعم اقسم بالله اني لاافعل المنكر بعد اليوم واعتبر ان الله كتب لي عمراً جديدا ثم اقبل ليقبل راسي وقال اشهد الله انك نعم الصديق وانك تصرفت بحكمه ونصحت وحين اردت ان توجع عرفت كيف تفعل ذلك قلت اعلم ياصديقي بان التائب عن الذنب كمن لاذنب له ثم قرات عليه قول الله تعالى (والذين لايدعون مع الله إلها ءاخر ولا يقتلون النفس التى حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً * إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيما . ) لم يطل بنا البقاء بعد ذلك الا لعده شهور فذهب كل منا في حال سبيله لاكن صاحبنا هذا استقام حاله بعد تلك القصه فاصبح لا يفارق المسجد ثم بعد فتره وجيزه اطلق لحيته وتزوج وصلح حاله وصار من حسن الى احسن وهو الان من خيره اصدقائي مع اننا تفصلنا مئات الكيلو مترات الا اننا نتواصل بشكل مستمر ونكن لبعضنا كل محبه وتقدير ..

كتبه ابو زياد