رحلة طالبات الى جمعية بالطائف ...ادخلو واحمدو الله

[أندر.COM]

التقت الطالبات بالأستاذة حنان النويصر, رئيسة الجمعية, و في الطريق إلى الهدف تحدثت الأستاذة النويصر عن الطائف و عن كونها تعتبر ثاني أكبر منطقة تعليمية في السعودية بعد الرياض. أضافت الأستاذة النويصر بأنه يوجد في الطائف حوالي 6000 آلاف يتيم, 2000 فقط منهم قد وجدوا من يكفلهم, أما الباقون فيعيشون في مستوى أدنى من الفقر! هؤلاء الأيتام ليسوا لقطاء, إنما أبناء أسر سعودية و الجمعية لا تؤويهم إنما توفر لهم المعونة الصحية و التعليمية الضرورية و التي لا تكفيهم بأي حال من الأحوال بسبب قلة الدعم المادي الذي تجده الجمعية.
استقبلت الجمعية الطالبات بحفاوة كبيرة و كرم بالغ و ببرنامج قدمه أطفال الجمعية الصغار, إلا أن فرحة الطالبات بهذا الاستقبال الحافل سرعان ما اصطدمت بمرارة الواقع الذي يعيشه هؤلاء الأطفال! مبنى الجمعية على الرغم من أنه قديم جدا إلا أنه في حالة جيدة و لكنه صغير جدا و لا توجد به الوسائل الأساسية لبيئة تعليمية مناسبة, فبيت الدرج هو المكان الذي يجتمع فيه الطلاب و الطالبات ليدرسوا, يأكلوا و يحفظوا القرآن!
يوجد بالجمعية معملين صغيرين لتعليم الكمبيوتر لعمل دورات لأهالي الأيتام حتى يتسنى لهم التأهل للعمل الشريف و لكن إلى العام الماضي, لم تكن هذه الشهادات معتمدة! هذه السنة لم تستطع الجمعية فتح حضانة و مدرسة لأنه لم تتوفر حافلة تنقل الطلاب و الطالبات!
بالنسبة للرعاية الطبية فهي شبه منعدمة و لا تتوفر إلا عند وجود حالة صعبة تستدعي ذلك. معظم الأطفال في الجمعية لديهم مشاكل صحية متفاقمة مثل تسوس الأسنان و تآكلها و كذلك أمراض نفسية تستدعي الإشراف و المتابعة المستمرة. معظم ما تحتويه الجمعية من أثاث و معدات هو عبارة عن تبرعات و هي غالبا غير مستمرة و لا يعتمد عليها لضمان سير عجلة عمل الجمعية بالشكل المطلوب.
يوجد في الطائف نسبة فقر مدقع بشكل يفوق الوصف و هذا الفقر يؤدي في بعض الأحيان بالفتيات إلى أعمال غير شريفة لإطعام ذويهن و يؤدي بالأولاد إلى العنف و تعاطي المخدرات. نادرا ما يكمل أطفال الجمعية تعليمهم الابتدائي لأن ظروفهم المادية لا تسمح لهم حتى بشراء المستلزمات الأساسية البسيطة للقرطاسية المدرسية و لأنهم يشعرون بالحرج من الاندماج في المجتمع بسبب فقرهم الواضح و الذي يسبب بدوره عدم تقبل المجتمع لهم!

بعد زيارة الجمعية, قامت طالبات المدرسة بزيارة بعض الأسر الفقيرة التي تعولها الجمعية و هناك لم تتمالك الطالبات أنفسهن من الانفجار بالبكاء ثاء لحال تلك الأسر!
و على سبيل المثال لا الحصر, زارت الطالبات أسرة مكونة من 12 فرد, دخل الأسرة في الشهر 1800 ريال فقط, الوالد متوفي, الأم مصابة بالصرع, الولد الأكبر (23 سنة) مشلول, و إثنين أيضا من الأولاد مصابون بالصرع, أما الفتاة ذات الأربعة عشر ربيعا فقد تركت المدرسة للتفرغ لرعاية والدتها و أخوانها المرضى و أيضا إخوتها الصغار. الفتاة عبرت عن شعورها بالضغط الشديد بسبب وضع مسؤولية الأسرة كاملة على عاتقها و لكنها أيضا أبدت رضاها بقضاء الله و قدره. المنزل مكون من غرفة واحدة تحتوي موقد صغير بجانبها أو بالأصح بداخلها الحمام و غرفة النوم و المعيشة معا! أما الأثاث فهو منعدم تماما, بالإضافة إلى تهتك جزء من السقف مما يتسبب بغرق المنزل عند هطول المطر....هذا عدا عن البرد الشديد!

عادت طالبات المدرسة يخيم عليهن الوجوم و الحزن و الأهم أنهن عدن و هن يتفكرن في حياتهن المرفهة و كم من النعم التي يعشنها بدون أن يعرفن قيمتها. نور حكيم (15 سنة) عبرت عن شعورها قائلة: "أشعر بالذنب الشديد حيال كل ما أملك من كماليات في ظل وجود أناس ليست لديهم أبسط الأساسيات!" أما روعة الدندش (11 سنة) قالت مؤنبة لزميلاتها:"أنتن دوما تتذمرن من أشياء تافهة مثل عدم تغيير بيت الجوال و عدم الحصول على علبة مكياج جديدة و غيركن لا يستطعن حتى أن يتعلمن أو يلبسن ملابس في حالة جيدة!" و أضافت ليال إسماعيل (15 سنة): "كم نحن مذنبون! أنا إذا الأكل ما عجبني أرميه على طول... وفي ناس محتاجة كسرة خبز و ما هي لاقية!"

********

بعض مما رأيناه:

جمعة لم تكمل تعليمها الابتدائي لترعى أسرتها المكونة من والدتها المريضة بالصرع و إخوتها اللذين يتفاوتون بين حالات المرض و بين صغر السن....جمعة تتمنى ان تعمل كوفيرة على الأقل لتعيل أسرتها و لتبتعد عن الرذيلة التي باتت تلوح لها على انها امنقذ الوحيد من حالة الفقر......لكن المجتمع لا يتقبل جمعة لأنها من أسرة فقيرة جدا جدا.....على فكرة ...جمعة عمرها 14 سنة بس!

بعض طلاب الجمعية لديهم طموحات و آمال كبيرة و لا يعرفون كيف يحققونها...هم يعرفون حقيقة وضعهم و لديهم نضج مبكر ....أو بلأصح طفولة ضائعة و براءة مفقودة! أحد الطلاب يتمنى ان يكون طيار و عسكري و طبيب و معلم في آن واحد!

معظم آمال مثل هذا الطفل تتحطم عندما يصلون سن المراهقة و يبدأون في الشعور بالخزي و العار و الإحراج من وضعهم الذي يصل إلى درجة العدم....

أم في أسرة من الأسر التي تعيلها الجمعية.....مريضة و كبيرة في السن....لا تأكل في الأسبوعين الأخيرة من الشهر حتى يأكلوا عيالها! و عندما يهطل المطر تنام في الجهة التي يتسرب منها الماء حتى لا يتأذى ولادها!

مشاري شاهد موت أبيه بنفسه و ظل مريضا نفسيا لمدة سنتين إلى أن قدمت له الجمعية المساعدة بمعاونة طبيبة نفسية ...و الحمد لله عاد طبيبعيا و أصبح من الطلاب المتفوقين!

و هذا غيض من فيض
و الله أحس إنه أطفال جمعية البر و جمعية الفيصلية في عز بجانب هؤلاء المساكين!

[الشاكي]

الحمد لله على النعمه اللي أحنا فيها

وشكراً أندر